• امروز دوشنبه، ۱۰ مهر ۱۴۰۲
قرائة جديدة عن الكفر - پایگاه اطلاع رسانی آیت الله سید علی حسینی اشکوری

قرائة جديدة عن الكفر

قرائة جديدة عن الكفر

تمهيدٌ

الحمدالله رب العالمين و صلّي الله علي محمد و آله الطاهرين.

هناك في المذاهب الإسلامية من يكفّر كل من لم‌ينتحل مذهبه من سائر المذاهب بل هناك من يكفّر اهل نحلته الذي يختلف معه في بعض العقائد، حتی الأمور الجزئية و من نتاج هذه النزعة خلق الأحقاد و تأصيل النزاع و الارتباك في المجتمع الإسلامي مما يوجب شقّ عصی المسلمين و التناحر و من الطبيعي أن‌ يستغل الأعداء من هذه الأرضية لخلق الفتن و اختلاق الفئات المتطرّفة القاسية التي لاتحترم الكبير و لاترحم الصغير و يفسدون في الأرض بالقتل و الدمار.

و قدجاءت في هذه الظروف الراهنة قرائة جديدة عن الكفر لكي تعالج المشكلة علاجاً جذرياً فيكون سبباً لرصّ الصفوف و توحيد الأمّة و رفض الفرقة

بحثٌ في معنی الإسلام و الإيمان

إن الله سبحانه و تعالی شرع منهاجاً لحياة الإنسان و هو دينه الذي ارتضاه. قال تعالی: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلاَمُ  (آل‌عمران: 19) و قال تعالی: وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِيناً  (المائدة:3) و لم يرض سبحانه ببديل و نهج غيره، فقال تعالی: وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ  (آل عمران:85) و هو شريعته تعالی للبشرية منذ آدم إلی النبي الخاتم (صلوات الله علی جميع الأنبياء و المرسلين و الأوصياء المنتجبين). 

و الإسلام عنوان لهذا الدين الذي لاخِلاف في أصوله و اُسسه و إن ‌اختلفت فروعُه و سننُه حسب الظروف و متطلبات المرحلة.

فعلی الإنسان أن‌ يستسلم، بل علی أساس ما يری من الآيات في الأنفس و الآفاق و البراهين الواضحات و الفطرة السليمة فعليه أن‌ يؤمن بالله سبحانه طوعاً و يشهد له تعالی بالربوبية و يخضع له سبحانه بالعبودية.و الإيمان هو التصديق بالقلب الذي بطبيعة الحال ينجرّ إلی ظهوره في فلتات لسان الإنسان. فلامحالة يكون محرّكاً له نحو العمل و الامتثال لأوامره و الابتعاد عن معاصيه -جلّ و علا-. قال أميرالمومنين (علیه السلام)سئلت النبي (صلی الله علیه و آله)عن الإيمان، فقال: «تصديقٌ بالقلب و إقرارٌ باللسان و عملٌ بالأركان (بحارالأنوار، ج66، ص68). 

و قال تعالی: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَ لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ (الحجرات: 14) و قال تعالی: وَ لٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ  (الحجرات: 7) و قال تعالی: قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ  (المائدة: 41) و قال تعالی: أُولٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ (المجادلة:22). 

سبق أن ‌قلنا إنّ التصديق القلبي و هو الإيمان بطبيعة الحال يدعو الی الإقرار باللسان كما يدعو الی العمل في ما إذا أتيحت الفرصة و ساعدت الظروف للإنسان المؤمن فيقوم بواجبه حسب ما تقتضيه العقيدة.

و الظاهر هذا هو المقصود فيما جاء في صحيحة محمد بن مسلم قال: سمعتُ أباجعفرع  يقول: كلُّ شيءٍ يجرّه الإقرار و التسليم فهو الإيمان و كلُّ شيءٍ يجرّه الإنكار و الجحود فهو الكفر (الأصول من الكافي، ج2، ص 378) ولكن لابدّ من الالتفات إلی أنّ الإيمان لايلازم الإبراز و الإقرار باللسان دائماً. قال تعالی: إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ  (النحل: 106) –كعمّار ابن ياسررضوان‌الله‌علیه- و قال تعالی: وَ قَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ (غافر: 28) و كمؤمن قريش ابي‌طالب (علیه السلام)

كما أن العكس كذلك؛ ليس كلّ من أبرز و أقرّ بالإسلام يكون مؤمناً و قال تعالی: إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ  (المنافقون:1).

ثمّ إنّ الإيمان، أصله من الأمن بمعنی التصديق و الاطمئنان و المقصود منه، علقة قلبية ناشئة من المعرفة و حقيقة الإيمان هو التسليم الخالص لله سبحانه. قال تعالی: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا (الحجرات: 15) و قال تعالی آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قَالُوا سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ (البقرة: 285) و قال تعالی: وَ مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِ (الأحزاب: 36) و قال تعالی: فَلاَ وَ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً  (النساء: 65). 

مراتب الإيمان

و الإيمانُ بتصريح الكتاب و السنّة له درجات و مراتب و الشدّة و الضعف و الظاهر أن الكفر كذلك له مراتب و الشدة و الضعف و أمر مشكك ذومراتب. قال تعالی: الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفَاقاً (التوبة: 97) و قال تعالی: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَ لاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيل (النساء: 137) و قال تعالی: إِنَّمَا النَّسِي‌ءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ(التوبة: 37) و قال تعالی: وَ لَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَ كُفْراً (المائدة: 68) و قال تعالی: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَ أُولٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ(آل عمران: 90).

إن التبعيض في ما جاء به النبي صلی علیه واله بأن ‌يؤمن ببعض و لايؤمن ببعض آخر كفر مهما يكن ذلك البعض، أي الاإنكار علی الرسول في كل صغيرة أو كبيرة فيما يرتبط برسالته –دون التصرفات الشخصية التي لامساس لها بالدين و الشريعة كحُبّه لمأكول و مشروب خاص مثلاً- فالإنكار و معارضته و رفضه موجب للكفر. قال تعالی إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ يُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ يَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَ نَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً   أُولٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً(النساء: 151-150) و قال تعالی: أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ  (البقرة: 85) و إن‌كان المخاطب في الآية المباركة اليهود و لكن هذا الحكم عامٌّ لايختصّ بقوم دون قوم و لاملّة دون ملّة. 

معنی الكفر

والكفر لغةً هو الستر. قال تعالی: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً  (الحديد: 20) حيث عبّر عن الزرّاع بالكفّار لأنّهم يستترون الحَبّ و النواة تحت التراب –علی قول-. فالكفر عدم رؤية الحقيقة و تغطية الواقع و عدم الاعتبار بأي سبب من الأسباب و مهما تكن تلك الحقيقة سواء  ‌کانت من أصول العقيدة أو من الأحكام و الحقوق أو غيرها من الحقائق. قال تعالی: أَ فَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَ بِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (النحل:72) و قال تعالی: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً  (ابراهيم:28) و قال تعالی: وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ  (النحل: 112) و قال تعالی: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ (آل عمران: 98) و قال تعالی: وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ(آل عمران:97). و جاء في الحديث أن النبي والائمه مكفرون و كذلك المؤمن مكفر –أي لايری فضله و ينسی ما قدّم من الخدمات و البركات. 

وفی مایلی نص الحدیث 

عن موسى بن جعفر ، عن آبائه علیهم السلام: قال : كان رسول الله(صلی الله علیه و آله) مكفرا لا يشكر معروفه ، ولقد كان معروفه على القرشي والعربي والعجمي ، ومن كان أعظم معروفا من رسول الله على هذا الخلق؟ وكذلك نحن أهل البيت مكفرون ، لا يشكر معروفنا وخيار المؤمنين مكفرون لا يشكر معروفهم بحار الانوار ج 75 ص 42

استعمالٌ آخر للكفر

بل جاء هذا التعبير بالنسبة إلی عدم الوقع بما يهتمّ به غير المؤمنين فإنّ الإنسان المؤمن في مقابل الإنسان غيرالمؤمن أيضاً كافر و لكن يكفر بالباطل أي لايعتبره و قال تعالی: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى 

(البقرة: 256)

 لأن الطاغوت لها حقيقةٌ و إن لم‌تكن له الحقانية. و لكن يمكن أن ‌يقال إن هذا الاستعمال من باب المجارات و المشاكلة فتامّل.

و قال تعالی: وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ  (العنکبوت:7) أي يغضّ سبحانه عنها و لايأخذها بعين الاعتبار.

و كذالك الشيطان يتبرء من الذين اتّبعوه و يقول لهم: إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ (إبراهيم: 22). بل كذلك الإيمان استعمل في الاعتقاد الباطل فقال تعالی وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَ كَفَرُوا بِاللَّهِ أُولٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (العنكبوت: 52) و قال تعالی: بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ   (سبأ: 41).

و في الحقيقة هذه الاستعمالات كانت مطابقه للقاعدة و في معانيها اللغوية و هذا هو المقياس في استظهار المعاني من الألفاظ و اقتناص الظهور من الكلام و أمّا المصطلحات المتأخرة فلاعبرة بها.

الآثار المترتبة علی مراتب الكفر

و كيف ماكان، إن موقف الإنسان تجاه الحقائق مختلف من حيث الالتفات إليها و عدم الالتفات إليها و من حيث غفلته و تغافله و ذلك بأي سبب من الأسباب و أي علّة من العلل، من عدم الإبصار و انعدام البصيرة، قصوراً او تقصيراً، عالماً عامداً او جاهلاً و خاطئاً، نسياناً و تناسياً، سهواً و غفلةً، فيترتّب عليه من الآثار التنجزية و التعذرية من الأحكام التكليفية و الوضعية و سلوك الإنسان و أخلاقه و تصرّفاته و الآثار و ما يترتّب عليه بعد مماته و في عقباه و حشره و نشره و يختلف حسب أهمية تلك الحقيقة و تأثيرها في الإنسان و دورها في سلوكه و في المجتمع الانساني. فتارةً ينكر حقيقة الباري تعالی المدّبر للخلق من أساسه فيكفر بوجوده سبحانه فيكون ملحداً و أخری ينكر تمامية قدرته و تفرّد سلطانه تعالی و يجعل له سبحانه شريكاً في الربوبية أو العبودية فيكون مشركاً و ثالثةً يكون كفره بإنكاره أنبياءَ الله و رسله و أخری بإنكار ملائكته و كتبه و تارةً يكون كفره لإنكار المعاد و الحشر و الحساب و تارةً يكون باستكباره و تمرّده بترك عبادته و أخری بتحريف صورة عبادته و تارةً مستتخفّاً و متهاوناً بها و تارةً أخری بإنكار بعض أوامره الرئيسية كإنكار الإمامة أو بانتحال الإمامه الإلهية بغير حقّ و قديكون كفره بتطاوله علی الله و رسوله و بظلمه للعباد و فساده و إفساده في البلاد و قديكون بكفران نعماء الله تعالی و نكران آلائه سبحانه و أخری بارتكاب الكبائر أو اقتراف الصغار و اللمم و يشهد علی ذلك الآيات الكريمة و الروايات المأثورة. جاء في وصیه النبي صلی الله واله لابی ذر[ « قِتالُ المسلمِ أخاهُ كُفرٌ » (کنز العمّال، 39878) و جاء في رواية رواها محمد بن احمد العمركي قال: «قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام إِنَّ ابْنَ دَاوُدَ يَذْكُرُ أَنَّكَ قُلْتَ لَهُ شَارِبُ الْخَمْرِ كَافِرٌ قَالَ صَدَقَ قَدْ قُلْتُ لَهُ.» (ثواب الأعمال و عقاب الأعمال، ص245)وجاء فی نهج البلاغه عن امیرالمومنین (علیه السلام) انه قال . غیرة المراة کفر و غیرة الرجل ایمان 124قصارالکلمات 

و في رواية أخری خطب النبي ص في ثنية الوداع عند ذهابه إلی تبوك قال[ «سباب المؤمن فسوق و قتال المؤمن كفر و أكل لحمه معصية و حرمة ماله كحرمة دمه‏» (جامع الأحاديث، ج31، ص70). و جاء في رواية أبي بصير عن أبي عبدالله علیه السلام«من منع قيراطاً من الزكاة فليس بمؤمن و لامسلم» (الأصول من الکافي، ج3، ص323) و قال تعالی: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَ لاَ تَكْفُرُونِ(البقرة: 152) و قال تعالی: وَ مَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ  (لقمان: 12).

و قدقلنا إنّ موقف الإنسان تجاه الحقائق مختلف فيخلتف ما يترتب عليه من الآثار و من تلك الأحكام و الآثار: إنّ من أقرّ بالشهادتين –الشهادة بوحدانية الله سبحانه و برسالة النبي محمد صلی الله علیه واله يحكم عليه بالإسلام و يترتّب عليه جميع أحكام المسلمين حتی لوكان فاسقاً او منافقاً و إنّ من أقرّ مضافاً إلی ذلك، بالشهادة الثالثة و هي الإقرار بولاية علي بن أبي‌طالب (علیه السلام)و أولاده المعصومين(علیهم السلام ) أي بإمامتهم و إنّهم هم الأوصياء لنبي الإسلام (صلی الله علیه و آله)

 فيكون مؤمناً و إن‌كان فاسقاً عاصياً منقوص الإيمان.

و كل من يحكم عليه بالإسلام يترتّب عليه جميع أحكام المسلمين، من حقن الدم و حرمة المال و الطهارة –علی القول بنجاسة من لم‌ينتحل الإسلام- و حلّية ذبيحته و صحة التناكح و ترتّب حقوق الأخوّة الإسلامية و لزوم الدفاع عنه و ردّ العادية عنه و لزوم حفظ ثغور المسلمين و إصلاح ذات بينهم في المنازعات و التوارث و في موارد الخلاف يعمل علی أساس قاعدة الإلزام، و ترتب أحكام القصاص و الحدود و الديات و حقوق المواطنة و المجاورة و له ما للمسلمين و عليه ما علی المسلمين و جواز الاستغفار له بل استحبابه لما ورد في كثير من الموارد في الدعاء: اللهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات و كذلك لزوم حُسن العشرة و غير ذلك من الأحكام من لزوم تجهيزه و الصلاة عليه و دفنه و لزوم قبول دعواه أنه مسلم –وَ لاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً  (النساء:94)- و هذه الأحكام حسب ما يستفاد من الآيات و الروايات و السيرة. 

نعم هناك أحكام خاصة لخصوص أهل الإيمان أو لخصوص النواصب و الغُلاة. فعلی هذا الأساس حتی الإنسان الشيعي الإنثی عشري الإمامي إذا أنكر بعض الحقائق من الدين و الشريعة فبمقدار ما ينكر من الحقائق عملاً او اعتقاداً يكون كافراً بالنسبة إلی تلك الحقيقة و أدنی ذلك كفرانه لنعم الله سبحانه. 

قال تعالی: وَ مَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ   (لقمان:12) و قال تعالی: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِي وَ لاَ تَكْفُرُونِ (البقرة: 152) و كذالك آية الحج و قدذكرناها فيما سبق.

و الدليل علی أهمية الإقرار بالإمامة في طول الإقرار بالوحدانية و الرسالة و المعاد ما رواه الفريقان من أنّ من مات و لم‌يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية و غير ذلك من الأدلّة المذكورة في محلّها. 

و المقصود من هذا البيان، تنقيح أن للكفر مراتب و بعض مراتبه موجب لعدم صدق عنوان المسلم و بعض مراتبه يمنع من صدق عنوان المؤمن كما أن بعض المراتب يمنع من صدق عنوان العدالة -أي الإنسان بإنكاره في كل مرحلة تننزّل من مرتبة إلی مرتبة أدنی و بالإذعان و الاعتراف و العمل يرتقي من مرتبة إلی مرتبة أعلی من الموحّد إلی المسلم و من المسلم إلی المؤمن.

فللكفر مراتب و بعض مراتبه لاينافي الإسلام و لايوجب الخروج عن الملّة كما أن بعض مراتب الكفر لايوجب سلب أحكام الإيمان و الخروج عن المذهب و إن ‌يوجب الفسق و الانحراف؛ سواء كان عن تقصيرٍ أو عن قصور. هذا المستوی من الكفر يختلف عن من انتحل ديناً غير الإسلام أو ادّعی انتحال الإسلام و لكن جحد ما يعلم أنّه من الدين الإسلامي، بحيث يرجع جحوده و إنكاره إلی إنكار الرسالة و تكذيب النبي(صلی الله علیه و آله)

في بعض ما بلّغه[ عن الله سبحانه في العقائد كالمعاد و الحشر و الجنّة و النار؛ بل حتی الأحكام الفرعية إذا كان ملتفتاً بانّ إنكاره يستلزم تكذيبه[ و كان يعلم بالملازمة.

و أمّا إن‌كان غيرملتفتٍ بالملازمة أو كان سبب انكاره توجيهات باطلة و التخرصات و كان مقتنعاً بها من دون أن‌ يقصد بذلك تكذيب النبي (صلی الله علیه و آله)و كذلك تركه لبعض الواجبات و ارتكابه لبعض المحرّمات من باب العصيان فلا يوجب ذلك خروجه عن الملّة.

و كذلك من أنكر ضرورياً من الدين أو يكون مستحلّاً لبعض المحرّمات نتيجة ابتعاده عن المجتمع الإسلامي و عدم وصوله البيان؛

لأنه ليس بالنسبة إليه ضرورياً لكي تتم عنده الملازمة بل يكون معذوراً.

و كما ينقسم الشرك إلی الخفي و الجلي، كذلك الأمر بالنسبة إلی الكفر. و أيضاً مستوی الفهم و قابلية تحمّل الأشخاص للمعارف مختلف فلابد من أخذها بعين الاعتبار.

الكفر الفقهي و الكفر الكلامي

و أما ما يذكر من الفرق بين الكفر الفقهي و الكفر الكلامي، الظاهر أنه مما لاأساس له و يؤيد ما ذكرنا من مراتب الكفر ما جاء في الحديث: أن الشرك أخفی من دبيب النمل -منه تحويل الخاتم ليذكر الحاجة و شبه هذا- (وسائل الشيعة، ج5، ص99) و بما ذكرنا يرتفع الاستغراب في ما جاء في الحديث من ارتداد الناس بعد رسول الله[ إلّا ثلاث؛ حيث يحمل علی رجوعهم و ردَّتهم عمّا جاء به النبي صلی علیه واله في أمر ولاية أميرالمؤمنين علیه السلام و هو مرتبة من الكفر و الرِدّة.

و الردّة في هذا المستوی و إن‌كانت ردّةً حقيقة و كفراً و لكن لايترتّب عليه آثار و أحكام الرّدة في إنكار الله تعالی و الرسالة بعد الإسلام و الإقرار بالشهادتين من إبانة الزوجة و توريث الأموال و غير ذلك من الأحكام؛ لأن تلك الأحكام لمستوٍی آخر من الارتداد. أي للارتداد مراتب. فبعض مراتبه لايوجب الخروج عن الإسلام أو المذاهب و إن يوجب الانحراف و الفتنة. فقد جاء في كلام أمير المؤمنين علیه السلام عندما يروي عن رسول الله صلی علی واله انه قال: «وَ قَالَ يَا عَلِيُّ إِنَّ الْقَوْمَ سَيُفْتَنُونَ بِأَمْوَالِهِمْ وَ يَمُنُّونَ بِدِينِهِمْ عَلَى رَبِّهِمْ وَ يَتَمَنَّوْنَ رَحْمَتَهُ وَ يَأْمَنُونَ سَطْوَتَهُ وَ يَسْتَحِلُّونَ حَرَامَهُ بِالشُّبُهَاتِ الْكَاذِبَةِ وَ الْأَهْوَاءِ السَّاهِيَةِ فَيَسْتَحِلُّونَ الْخَمْرَ بِالنَّبِيذِ وَ السُّحْتَ بِالْهَدِيَّةِ وَ الرِّبَا بِالْبَيْعِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَبِأَيِّ الْمَنَازِلِ أُنْزِلُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ أَ بِمَنْزِلَةِ رِدَّةٍ أَمْ بِمَنْزِلَةِ فِتْنَةٍ فَقَالَ بِمَنْزِلَةِ فِتْنَة» ( نهج البلاغة، الخطبة 156، ص221). و أيضاً ما ذكرناه يلقي الضوء علی فهم الاحادیث المرويّه عن الأئمة المعصومين(علیهم السلام ) بأن أمرهم صعب مستصعب لايحتمله كل أحدٍ (الأصول من الکافي، ج1، ص 401و 402).

ولذا قال امیرالمومنین علیه السلام وَ اللَّهِ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُخْبِرَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَخْرَجِهِ وَ مَوْلِجِهِ وَ جَمِيعِ شَأْنِهِ لَفَعَلْتُ، وَ لَكِنْ أَخَافُ أَنْ تَكْفُرُوا فِيَّ بِرَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه وآله)؛ أَلَا وَ إِنِّي مُفْضِيهِ إِلَى الْخَاصَّةِ مِمَّنْ يُؤْمَنُ ذَلِكَ مِنْهُ.   نهج البلاغه خطبه 175

و كذلك تنحلّ عويصة ما روي من تكفير أبي‌ذر لسلمان لو علم ما في قلبه، أو تكفير مقداد ما لو علم في قلب سلمان رضوان الله تعالی عليهم و ما شابههما من الأحاديث لو صحّت. 

نعم لا یبعد دعوی انصراف التکفیر واستعماله غالبا فی الخروج عن الاسلام ولکن الانصاف ان الانصراف بدوی و ان القرائن الحالیه ولمقالیه والمناسبات تتحکم فی تعیین المراد کما ورد فی احتجاج 



امیر المومنین(علیه السلام) مع الخوارج  قال علیه السلام   فَإِنْ أَبَيْتُمْ إِلَّا أَنْ تَزْعُمُوا أَنِّي أَخْطَأْتُ وَ ضَلَلْتُ، فَلِمَ تُضَلِّلُونَ عَامَّةَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ (صلی الله علیه وآله) بِضَلَالِي وَ تَأْخُذُونَهُمْ بِخَطَئِي وَ تُكَفِّرُونَهُمْ بِذُنُوبِي؟ سُيُوفُكُمْ عَلَى عَوَاتِقِكُمْ تَضَعُونَهَا مَوَاضِعَ الْبُرْءِ وَ السُّقْمِ وَ تَخْلِطُونَ مَنْ أَذْنَبَ بِمَنْ لَمْ يُذْنِبْ! وَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلی الله علیه وآله) رَجَمَ الزَّانِيَ الْمُحْصَنَ ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ وَرَّثَهُ أَهْلَهُ وَ قَتَلَ الْقَاتِلَ وَ وَرَّثَ مِيرَاثَهُ أَهْلَهُ وَ قَطَعَ [يَدَ] السَّارِقَ وَ جَلَدَ الزَّانِيَ غَيْرَ الْمُحْصَنِ ثُمَّ قَسَمَ عَلَيْهِمَا مِنَ الْفَيْءِ وَ نَكَحَا الْمُسْلِمَاتِ فَأَخَذَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ بِذُنُوبِهِمْ وَ أَقَامَ حَقَّ اللَّهِ فِيهِمْ وَ لَمْ يَمْنَعْهُمْ سَهْمَهُمْ مِنَ الْإِسْلَامِ وَ لَمْ يُخْرِجْ أَسْمَاءَهُمْ مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِنهج البلاغه 127

و في نهاية المطاف نقول: إن اختلاف درجات الإيمان و مراتب الكفر و إن‌ يفسح مجال الحوار و الاستدلال و لكن لابدّ أن‌ لاينجرّ ذلك إلی الشقاق و النفاق و استغلال الأعداء و خلق الفتنة بين الجهّال و طريق الصواب. و النجاة من الانحراف بعد الاعتصام بالله تعالی و الاستعانة منه و الاستعاذة به سبحانه هو الاصغاء إلی ما جاء في كتاب الكريم حيث يقول: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لاَ تَفَرَّقُوا  (آل‌عمران: 103) و الأخذ بوصية النبي الأعظم[ حيث قال: إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا- كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي‏ (الأصول من الکافي، ج2، ص415).

تنبيهان

التنبيه الأوّل:

و يؤيد ما ذكرناه من أن للكفر مراتب بل يدلّ عليه، ما جاء في رواية الزبيري عن ابي عبدالله (علیه السلام) حيث جاء فيها أن الكفر في كتاب الله علی خمسة أوجه. فمنها كفر الجحود و الجحود علی وجهين الجحود بالربوبية و الجحود علی معرفة. الوجه الثالث من الكفر، كفر النعم و الوجه الرابع من الكفر ترك ما أمرالله عزّوجلّ، و الوجه الخامس من الكفر، كفر البرائة و استشهد علی تلك الوجوه بآيات من القرآن الكريم (الأصول من الکافي، ج2، ص389).

و كما يدلّ علی أنّ انكار الحقيقة كما هي و الإذعان بحقانية ما هو خلاف الواقع، شركٌ -و هو من أعلی مراتب الكفر- ما جاء في صحيحة بريد العجلي عن أبي‌جعفر? قال سألته عن أدنی مايكون العبد به مشركاً فقال من قال للنواة أنها حصاة و للحصاة أنها نواة ثم دان به (الأصول من الكافي، ج2، ص397).

و الظاهر أن المراد هو أنّ من لايری الحقيقة كما هي أو يقلّبها و يدّعي ادّعاءً باطلاً لجهله و جحوده و لانحرافه عن الحقانية و إعطائها ما لايستحق فهو مشرك لأنه جعل نفسه مبتدعاً خالقاً في عرض خالقية الباري سبحانه و تعالی و يدّعي العلم و المعرفة بالأشياء، معرفة حقيقية في عرض علمه جلّ و علا.

و أن للشرك مراتب كما ذكرنا فيما سبق. فإن الإنسان المؤمن لاينطلق إلّا عن اليقين و لايقفو إلّا اثر العلم. فإذا جهل أمراً لم‌يحكم حكماً باتاً و لذا جاء في الحديث عن زرارة عن أبي ‌عبدالله  علیه السلام قال: لو أنّ العباد إذا جهلوا قفوا و لم‌يجحدوا لم‌يكفروا (الأصول من الكافي، ج2، ص388).


التنبيه الثاني:

إنّ تسمية شرع الله تعالی بالإسلام و المعتنقين به بالمسلمين، للتسليم له سبحانه سواء كان طوعاً و ناشئاً عن القناعة النفسية و الإيمان بالله تعالی أو استسلاماً لأجل الطموح و نيل المطامع أو الخوف و الاستيمان و غيرذلك من الأغراض. 

و نری إطلاق هذا التعبير بعرضه العريض في الكتاب و السنّة كقوله تعالی: رَبَّنَا وَ اجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ  … وَ مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَ لَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ . إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ . وَ وَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ . أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلٰهَكَ وَ إِلٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ وَ إِسْحَاقَ إِلٰهاً وَاحِداً وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ  . .. وَ قَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَ مَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ وَ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْبَاطِ وَ مَا أُوتِيَ مُوسَى وَ عِيسَى وَ مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . (البقرة: 136-128)

قال تعالی: قُلْ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ يُطْعِمُ وَ لاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَ لاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ  (الأنعام: 14) و قال تعالی: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيَايَ وَ مَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لاَ شَرِيكَ لَهُ وَ بِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ  (الأنعام: 163-162) و قال تعالی: وَ قَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (يونس:84) و قال تعالی: وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَ عَمِلَ صَالِحاً وَ قَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ  (زخرف: 69).

كذلك استُعمل الإسلام علی المراتب النازلة كقوله تعالی: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ  … أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً  (الأحزاب: 35) و قال تعالی: قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ  (الفتح: 16) و قال تعالی: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لاَ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ  (الحجرات: 17) و قال تعالی: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَ لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ  (الحجرات: 13).

كما أن الإيمان يطلق و يراد به الإسلام في مراتبه النازلة كقوله تعالی: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ  (المائدة:54) و قوله تعالی: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى (الأحزاب: 69) و قوله تعالی: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ  (المائدة: 41) و قوله تعالی: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ الْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَ الْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً  (النساء: 136) و ما جاء في كلام اميرالمومنين   علیه السلام من التعريف بالإسلام، الظاهر المراد به المرتبة العالية من الإسلام و التسليم المطلق له سبحانه و يرادف المرتبة العالية من الإيمان بالله تعالی. قال  علیه السلام لأَنْسُبَنَّ الْإِسْلَامَ نِسْبَةً لَمْ يَنْسُبْهَا أَحَدٌ قَبْلِي الْإِسْلَامُ هُوَ التَّسْلِيمُ وَ التَّسْلِيمُ هُوَ الْيَقِينُ وَ الْيَقِينُ هُوَ التَّصْدِيقُ وَ التَّصْدِيقُ هُوَ الْإِقْرَارُ وَ الْإِقْرَارُ هُوَ الْأَدَاءُ وَ الْأَدَاءُ هُوَ الْعَمَل‏ (نهج البلاغة، الحكمة 125). و هذا هو الإيمان الكامل الذي جاء في التعريف به في الرواية عنه علیه السلام عن النبي (صلی الله علیه و آله)انّ الإيمان هو التصديق بالقلب و الإقرار باللسان و العمل بالاركان (الأمالي للصدوق، ص268). 

أسأل الله سبحانه أن يشرح صدرنا للإسلام و أن‌يملأ قلوبنا بالإيمان و أن ‌يوفّقنا لصالح الأعمال و العمل بالأركان، آمين ربّ العالمين بحق محمد و آله سادات الانام                                              السید علی الحسینی الاشکوری   



لینک های مرتبط: ؛
برچسب ها: ؛
کلیه حقوق مادی و معنوی این سایت متعلق به دفتر آیت الله سید علی حسینی اشکوری می باشد.
Designed By MSH313